ممتعة لدرجة الإدمان.. البعض يفضلها في الصباح، وآخرون بعد الغذاء، ولكن لا أحد يريدها في المساء. تفرض الساحرة السمراء شروطها على كل من يريد الاقتراب منها؛ فلكل شيء أصول. تغنى بها الشعراء قديماً وحديثاً، وقال عنها الفيسلوف الفرنسي فولتير
متغزلاً فيها: “إذا تمنيت الحياة دون متاعب أو آلام لسبعة أيام في الأسبوع فتناول قدحاً منها تسألني من هي؟! أقول: الساحرة السمراء” .. إنها القهوة.
متغزلاً فيها: “إذا تمنيت الحياة دون متاعب أو آلام لسبعة أيام في الأسبوع فتناول قدحاً منها تسألني من هي؟! أقول: الساحرة السمراء” .. إنها القهوة.
تحظى القهوة بالكثير من الاحترام في العالم وعند العرب وفي الخليج، وتعتبر أحد أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم، ويعد فنجان القهوة واحد من أهم الطقوس اليومية لدى العديد من الشعوب.
القهوة.. حكاية عبر التاريخ
جاء الاسم لأنها تقهى أي تقلل الشهية للطعام، ومن العرب أخذت بقية شعوب العالم اسم (القهوة) فالعرب هم من أدخل مشروب القهوة إلى العالم منذ أكثر من 700 سنة من ميناء المخا (موكا) في اليمن. وقد تعرضت تسمية القهوة العربية للتحوير، فأصبح هناك العديد من التسميات مثل القهوة التركية، القهوة الإيطالية، ثم القهوة الانجليزية وغيرها.
للقهوة شجرة وثمر تاريخها طويل، فتقول الأسطورة إنه في زمنٍ بعيدٍ لاحظ راعي ماعزٍ حبشي، اسمه “كِلدي” أنّ ماشيته تصبح أكثر نشاطًاً وحيويّةً عندما تأكل من نوعٍ مُعيّنٍ من الأشجار البرّية، فنَقَل مُلاحظته هذه إلى أقرانه خاصٍة الذّين كانوا يشكُون من عدم قدرتهم على السهر ليلاً، فكان ذلك الاكتشاف الأول لثمار شجرة البن.
أمّا الطبيب الرّازي الذّي عاش في القرن العاشر للهجرة فكان أوّل مَن ذكر البن في كتابه “الحاوي”. وكذلك ذكره ابن سينا ضمن لائحة أدوية في كتابه “القانون في الطّب”.
ومن المؤكّد أنّ البن كان ينبت برياً في الحبشة واليمن، وكان اليمنيّون أوّل من عمل على تحميص بذور البن وسحقها، وسُجِّل في القرن الرّابع عشر في اليمن أوّل استعمالٍ غير طبّي للبُن، وبدأت زراعته على نطاقٍ واسعٍ منذ ذلك الوقت.
وكادت تنشأ مع انتشار القهوة مشكلة فقهية لدى المسلمين مما اقتضى آنذاك إصدار فتوى شرعية لقبولها فكان الاعتقاد في بادىء الأمر أن القهوة من جنس الخمر بسبب الإقبال عليها وانتشارها سرياً.
القهوة.. مائة صنف ولون
إن محاولة حصر أنواع القهوة تكاد تكون أمراً صعباً لتعدد أنواعها وتفنن كل مقاهي العالم بما تقدم، حيث يوجد أكثر من مائة صنف من البن ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع أساسية : البرازيلي، والبارد المذاق، والقوي اللاذع المذاق.
وأفضل أنواع القهوة تسمى (أرابيكا) أي العربية، وهناك (الكابوتشينو) مشتقة من غطاء الرأس أو العمامة وهي قهوة إيطالية تتألف من الاسبرسو بمقدار الثلث وثلث حليب وثلث كريمة مخفوقة. كما تشتهر قهوة (الإكسبريسو) وتعني القهوة السريعة القوية، وهي مزيج من القهوة العربية المعتدلة وقهوة أمريكا اللاتينية أو شرق أفريقيا أو أندونيسيا القوية.
ولكن ليست كل القهوة سوداء حيث تتوفر أنواع متعددة للقهوة البيضاء بعشرات النكهات، وهناك أيضاً القهوة الماليزية البيضاء والتي يفضلها كثيرون.
تُعتبَر القهوة رمزًا من رموز الكرم عند العرب، وقد حلت عند أهل البادية محل لبن الإبل، فباتوا يُفاخرون بشربها ويعقدون لها المجالس الخاصة التي تُسمّى بالشبّة أو القهوة أو الديوانية. ويرتبط شرب القهوة ببعض العادات والتقاليد،وللقهوة طقوس عند العرب وآداب متعارف عليها فعلى الساقي أن يشرب الفنجان الأول قبل تقديمه للزائرين، كما يجب أن يسكب القهوة للضّيوف وهو واقف ويمسك بها في اليد اليُسرى، ويقدم الفنجان باليد اليُمنى وأيضا يتم تسليم الفنجان للذي يصب القهوة الذي يدعى (المقهوجي) باليد اليمنى كذلك، وعلى الساقي ألا يجلس حتى ينتهي جميع الحاضرين من شرب القهوة، كما أن عليه البدء بكبار السن أو الأغراب أو الأعظم مكانة ثم يتابع بعدها تقديم القهوة من اليمين إلى اليسار دون تمييز.
المصدر:/news.travelerpedia.