19‏/04‏/2012

الفوبيا عائق في الحياة والعلاج نفسي


كثر يصابون بالهلع لدى رؤية حشرة في الغرفة. كما يخشى البعض الوجود مع قطة في مكان واحد. لكن ماذا عندما يتحوّل الخوف من مجرد خوف عادي إلى فوبيا مرضية تؤثر في سير الحياة الطبيعية؟ ففي حالات معينة قد تعيق الفوبيا أعمالنا اليومية وتعطّلها رغم أن علاجها قد لا يتطلّب أكثر من جلسة واحدة. الفوبيا من المصعد أو فوبيا القطط أو الحشرات أو حتى فوبيا الظلام،...كلّها أنواع مختلفة
من الفوبيا التي تتشابه أعراضها وتنغّص علينا حياتنا. أما العلاج فواحد للفوبيا أياً كان نوعها وهو نفسي في الأساس بحسب Life & executive coach جوني الغول، بحيث يمكن التغلّب على هذا الخوف المرضي أو الرهاب الذي يسبب الحرج في المجتمع لمن يعانيه وقد يعيق نشاطاته اليومية وأعماله الروتينية.
- ما المقصود بكلمة «فوبيا»؟
الفوبيا أو الرهاب هو خوف غير منطقي من أمور لا تخيف أشخاصاً آخرين ولا تؤثر فيهم، علماً أن الخوف يعتبر أمراً طبيعياً كونه وسيلة دفاعية من العقل والجسم بهدف تجنب الأمور المؤذية. وبالتالي يعتبر الخوف أمراً مهماً ليحمي الإنسان نفسه. إلا أن هناك أمور غير مؤذية يخاف منها البعض لأسباب معينة.
- هل من أسباب معينة تؤدي إلى ظهور الفوبيا؟
تنتج الفوبيا عن التعرّض لحادثة أو صدمة مرتبطة بالفوبيا. علماً أنه قبل سن السبع سنوات يتلقى الطفل كل الأمور التي تطبع شخصيته وتؤثر على حياته دون أن يشكك في أي منها. لكن بعد سن السبع سنوات يبدأ بالتفكير والتحليل. لذلك قبل سن سبع سنوات يمكن التعرّض لحادثة معينة تعطي استعداداً للفوبيا دون أن تسببها أو تظهر مباشرةً على أثرها. فالحادثة التي يتعرّض لها الطفل قبل سن سبع سنوات تطبع في دماغه ويسجلها دون أن تؤدي إلى نتيجة. لذلك بعد سن ١٤ سنة، في حال التعرّض مجدداً لحادثة مماثلة، يتركّز الخوف في الدماغ ويصبح هناك في الدماغ رابط دائم بين رؤية المسبب والنتيجة المخيفة.
- كيف يمكن التمييز بين الخوف العادي والفوبيا المرضية؟
الكل يشعر بالخوف في مواقف معينة. إذ يمكن الشعور بالانزعاج لكن هذا الخوف لا يوقفنا ولا يمنعنا من القيام بأعمالنا الروتينية. فعلى سبيل المثال، من يعاني فوبيا من المرتفعات، يخشى الخروج إلى الشرفة حتى. وتجدر الإشارة إلى وجود درجات من الفوبيا، ففي حال الإصابة بالفوبيا الحادة، يكفي أن يفكر الشخص بالمسبب حتى يخاف وتظهر لديه الفوبيا.
- ما الأعراض التي تسببها الفوبيا لمن يعانيها؟
أهم الأعراض التي تظهر لدى من يعاني فوبيا عند الوجود أمام المسبب هي عبارة عن خوف قوي مع تعرّّق وتسارع في دقات القلب وانخفاض مستوى الأدرينالين في الجسم والتعرّض لنوبة هلع. وفي الموقف الذي يكون فيه الشخص الذي يعاني الفوبيا أمام المسبب يتوقع الأسوأ ويصرخ ويهرب.
- هل يمكن أن تختلف الأعراض بحسب نوع الفوبيا؟
تتشابه أعراض الفوبيا أياً كان نوعها.
- ما أنواع الفوبيا الأكثر شيوعاً؟
ثمة أنواع كثيرة من الفوبيا لكن أكثرها شيوعاً الفوبيا من المصعد أو حتى من الوجود مع أشخاص في المصعد. كما هناك من يعاني فوبيا على حياته ومن يعاني فوبيا من المرتفعات أو من الماء أو من الأماكن المغلقة الضيقة بشكل عام. كما يعاني البعض فوبيا من الطائرة أو حتى من حشرات معينة كالصراصير.
- متى تحتاج الفوبيا إلى معالجة؟
يمكن التعرّض لنوبة ناتجة عن الفوبيا مرة واحدة فقط. لكن يمكن أن تتكرر مرات عدة وتؤثر على السير الطبيعي لحياة الشخص بحيث يعجز عن عيش حياة طبيعية نتيجة الفوبيا التي يعانيها. في هذه الحالة من المهم أن تعالج، علماً أن البعض يقصد طبيباً نفسياً وقد يصف دواء يساعد في تهدئة أعصاب الشخص لكن تبقى المشكلة موجودة وتحتاج إلى معالجة.
- هل يمكن اعتبار خوف الطفل من بعض الأمور فوبيا تحتاج إلى معالجة؟
لا تعالج الفوبيا في الطفولة عادةً لأنه يمكن أن يتخطاها الطفل أحياناً. وفي كل الحالات لا تحتاج كلّها إلى معالجة. كما أنه يمكن أن تصادف الطفل تجربة أخرى مرتبطة بالمسبب تزيل الفوبيا لديه تلقائياً إذا كانت لم تصل إلى مرحلة متقدمة. لكن عندما تبدأ الفوبيا يصعب أن تزول تلقائياً . علماً أنه مع الوقت يتعزز الخوف وقد يتسبب الناس بجعل الوضع أكثر سوءاً بردود الفعل المبالغ فيها. فعلى سبيل المثال خوف الطفل من الظلام الذي يعتبر أمراً عادياً في الطفولة، قد يتحوّل إلى فوبيا عندما يستمر مع التقدم في السن.
- هل الخوف من أمور معينة في الطفولة يعتبر فوبيا؟
قبل سن سبع سنوات لا يعتبر الخوف فوبيا. لكن عندما يكبر الطفل ويصبح قادراً على استعمال المنطق وعلى التحليل، من المفترض أن يزول الخوف لديه. لكن يمكن أن يستمر ويتحوّل إلى فوبيا مرضية كما في حال الخوف من الظلام أو من الوحدة أو التعلّق المرضي بالأهل.
- هل تعتبر النساء أكثر عرضة للفوبيا من الرجال؟
يصاب الرجال والنساء بالفوبيا على حد سواء. لكن المرأة تتحدث أكثر عن الفوبيا التي تعانيها. كما يلاحظ أن النساء يعانين أكثر فوبيا القطط والحشرات مقارنةً بالرجال.
- كيف تعالج الفوبيا؟
العلاج نفسي في الأساس ويعمل على تغيير الصورة البشعة التي يحملها الشخص عن المسبب، إذ أن الفوبيا تنتج عن الربط بين المسبب أو الحدث والنتيجة المأسوية. أما في العلاج فنعمل على تغيير هذا الربط وتغيير الصورة التي يحملها الشخص.
- هل يتطلب العلاج وقتاً طويلاً؟
قد تكفي جلسة واحدة تراوح مدتها بين ٤٥ دقيقة وساعة ونصف الساعة للعمل على تحسين الصورة في اللاوعي. علماً أن التصرّف ينبع من اللاوعي الذي لا يمكن التحكّم به. لذلك خلال الجلسة نحاول التحدث مع اللاوعي.

المصدر: مجله لها

اقرأ ايضا