تعتبر مرحلة الطفولة أساسية في بناء العادات الغذائية الصحيحة بهدف الوقاية من السمنة وغيرها من الأمراض. وإلى جانب دور الأهل الرئيسي في هذه المسألة، لا يمكن الاستهانة بدور المدرسة في ترسيخ هذه العادات من خلال الثقافة الصحية التي تبدأ من مرحلة الحضانة وتصل إلى الصفوف الثانوية.
أستاذة تغذية الإنسان في الجامعة الأميركية في بيروت ورئيسة الجمعية اللبنانية للتغذية د. نهلا حولا شددت في لقاء أجريناه معها على
أهمية توفير المأكولات الصحية والوجبات الخفيفة في المدارس طوال النهار تجنباً للجوء الأطفال إلى الأطعمة الغنية بالدهون والوحدات الحرارية.
علماً أن الدراسات قد أظهرت أن ٦٠ في المئة من الصبيان و٥٠ في المئة من الفتيات في لبنان يعانون زيادة في الوزن مما يدعو إلى التحرّك سريعاً لمحاربة هذا الوباء المتفاقم. كما تبيّن في دراسة حديثة أن السمنة لدى الأطفال في لبنان متلازمة مع أمراض قلب وشرايين.
في مجتمعاتنا الشرقية يلجأ الأهل إلى زيادة وزن الطفل باعتباره دليل صحة وعافية. وهذا المعتقد يعتبر مترسخاً في ثقافتنا، خصوصاً أن الأهل يشعرون بالفخر لزيادة وزن طفلهم. وتقول د. نهلا حولا إن السنتين الأوليين في حياة الطفل هما الأهم في تغذيته إضافةً إلى أهمية تغذية الأم في حملها.
"بعد سن السنتين يبقى التدخل لتصحيح الأخطاء والعودة إلى الطريق الصحيح في التغذية مفيداً، لكن لا يعتبر بالأهمية نفسها الذي هو عليه بناء النمط الغذائي الصحي في السنتين الأوليين. فعند زيادة الوحدات الحرارية التي يحصل عليها الطفل من الغذاء تزداد الخلايا الدهنية لديه، وفي هذه الحالة لا يمكن الرجوع إلى الوراء فيصبح لديه استعداد للسمنة.
ولا يمكن أن ننكر أهمية الرضاعة الطبيعية التي يحصل فيها الطفل على حاجاته الغذائية دون أن يأخذ السكر المضاف. وفي كل الحالات لا بد من التشديد على نصيحة أساسية للأهل تقضي بعدم إضافة السكر إلى أي طعام يتناوله الطفل.
علماً أن الوزن الجيد ليس دليلاً على صحة غذاء الطفل أو حصوله على حاجاته الأساسية. الأهم ليس الوحدات الحرارية التي يحصل عليها الطفل بل مصدرها حيث يجب التركيز على البروتينات من لحوم وسمك ودجاج. ومن الضروري أن يحصل الطفل على نسبة كافية من البروتينات. وصحيح أنه يمكن أن يأخذه من العصير مثلاً، لكنه لا يحصل بذلك على كل حاجات جسمه».
- إلى أي مدى يمكن أن يتحكم الأهل في تغذية الطفل، خصوصاً أنه في سن ثلاث سنوات يذهب إلى المدرسة ويصعب عندها مراقبة نظامه الغذائي؟
ثمة عوامل خارجية عدة تؤثر في العادات الغذائية للطفل. إذ لا يكفي التحكّم في نظامه الغذائي في المنزل بل من الضروري أيضاً مراقبة النمط الغذائي الذي يتبعه مع الأصدقاء وفي المدرسة. كما أن التلفزيون والإنترنت وما فيهما من إعلانات مرتبطة بالتغذية لهما تأثير سلبي على الطفل ويلعبان دوراً في تسهيل الإصابة بالسمنة نظراً للأطعمة المضرّة التي تروّج لها الإعلانات من أطعمة سريعة التحضير وغيرها... ويعتبر دكان المدرسة مصيبة بذاتها لما يحتوي عليه من أطعمة مضرة. من هنا أهمية أن تشجع المدرسة على أن يتناولوا أطعمة صحية.
- هل يمكن أن يصبح الطفل محصّناً ضد العوامل الخارجية التي تؤثر سلباً في نمطه الغذائي بفضل العادات الغذائية السليمة التي يحصل عليها من الأهل؟
يصعب ألا يتأثر الطفل بالخارج. لكن في كل الحالات يجب أن يحرص الأهل على الاعتدال لا على حرمان الطفل بحيث يصبح أكثر ميلاً للإفراط في تناول الأطعمة المضرّة. من جهة أخرى من الأفضل تأخير وقت إعطاء الطفل الأطعمة المضرة قدر الإمكان، كالمشروبات الغازية والشوكولا والسكاكر بحيث يخففون أثرها الضار على الطفل.
- إلى أي مدى يمكن أن تشكل السمنة خطراً على صحة الطفل؟
وبحسب دراسة حديثة تبيّن أن نسبة السمنة لدى الأطفال تتضاعف مرتين كل عشر سنوات. من الضروري تصحيح هذا المعتقد السائد في ثقافتنا بأن الطفل السمين يتمتع بصحة فضلى. في الواقع يعتبر الطفل الذي يعاني السمنة أكثر عرضة لأمراض القلب والضغط والشرايين عند البلوغ. كما يرافق السمنة ارتفاع في مستوى الأنسولين. بشكل عام تجعل السمنة الطفل أكثر عرضة للأمراض. من الضروري متابعة الأطفال الذين يعانون السمنة، لكن الهدف يكون بتثبيت الوزن لا خسارته لأن النمو يحصل في المراهقة والطفولة. من جهة أخرى لا بد من التشديد على أهمية الرياضة إلى جانب النظام الغذائي الصحي بما لا يقل عن ساعة في معظم أيام الأسبوع.
- هل يمكن التغلّب على العامل الجيني في مكافحة السمنة من خلال عادات غذائية صحيحة؟
يلعب العامل الجيني دوراً بنسبة ٣٠ في المئة. لكن المحيط له التأثير الأكبر على العادات الغذائية للطفل.
- هل يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية إذا كان الطفل لا يحصل على حاجات جسمه من المكونات الغذائية؟
لا تفيد المكملات الغذائية إلا إذا كان الطفل يعاني نقصاً معيناً ولا ينصح بها كبديل من الغذاء. لكن في حال إصابة الطفل بفقر دم ينصح بإعطائه نقاطاً من مكملات الحديد. لكن بعد سن ٦ أشهر من الأفضل أن يحصل على الحديد من الغذاء لأنه يلبي كل حاجات جسمه.
أهمية توفير المأكولات الصحية والوجبات الخفيفة في المدارس طوال النهار تجنباً للجوء الأطفال إلى الأطعمة الغنية بالدهون والوحدات الحرارية.
علماً أن الدراسات قد أظهرت أن ٦٠ في المئة من الصبيان و٥٠ في المئة من الفتيات في لبنان يعانون زيادة في الوزن مما يدعو إلى التحرّك سريعاً لمحاربة هذا الوباء المتفاقم. كما تبيّن في دراسة حديثة أن السمنة لدى الأطفال في لبنان متلازمة مع أمراض قلب وشرايين.
في مجتمعاتنا الشرقية يلجأ الأهل إلى زيادة وزن الطفل باعتباره دليل صحة وعافية. وهذا المعتقد يعتبر مترسخاً في ثقافتنا، خصوصاً أن الأهل يشعرون بالفخر لزيادة وزن طفلهم. وتقول د. نهلا حولا إن السنتين الأوليين في حياة الطفل هما الأهم في تغذيته إضافةً إلى أهمية تغذية الأم في حملها.
"بعد سن السنتين يبقى التدخل لتصحيح الأخطاء والعودة إلى الطريق الصحيح في التغذية مفيداً، لكن لا يعتبر بالأهمية نفسها الذي هو عليه بناء النمط الغذائي الصحي في السنتين الأوليين. فعند زيادة الوحدات الحرارية التي يحصل عليها الطفل من الغذاء تزداد الخلايا الدهنية لديه، وفي هذه الحالة لا يمكن الرجوع إلى الوراء فيصبح لديه استعداد للسمنة.
ولا يمكن أن ننكر أهمية الرضاعة الطبيعية التي يحصل فيها الطفل على حاجاته الغذائية دون أن يأخذ السكر المضاف. وفي كل الحالات لا بد من التشديد على نصيحة أساسية للأهل تقضي بعدم إضافة السكر إلى أي طعام يتناوله الطفل.
علماً أن الوزن الجيد ليس دليلاً على صحة غذاء الطفل أو حصوله على حاجاته الأساسية. الأهم ليس الوحدات الحرارية التي يحصل عليها الطفل بل مصدرها حيث يجب التركيز على البروتينات من لحوم وسمك ودجاج. ومن الضروري أن يحصل الطفل على نسبة كافية من البروتينات. وصحيح أنه يمكن أن يأخذه من العصير مثلاً، لكنه لا يحصل بذلك على كل حاجات جسمه».
- إلى أي مدى يمكن أن يتحكم الأهل في تغذية الطفل، خصوصاً أنه في سن ثلاث سنوات يذهب إلى المدرسة ويصعب عندها مراقبة نظامه الغذائي؟
ثمة عوامل خارجية عدة تؤثر في العادات الغذائية للطفل. إذ لا يكفي التحكّم في نظامه الغذائي في المنزل بل من الضروري أيضاً مراقبة النمط الغذائي الذي يتبعه مع الأصدقاء وفي المدرسة. كما أن التلفزيون والإنترنت وما فيهما من إعلانات مرتبطة بالتغذية لهما تأثير سلبي على الطفل ويلعبان دوراً في تسهيل الإصابة بالسمنة نظراً للأطعمة المضرّة التي تروّج لها الإعلانات من أطعمة سريعة التحضير وغيرها... ويعتبر دكان المدرسة مصيبة بذاتها لما يحتوي عليه من أطعمة مضرة. من هنا أهمية أن تشجع المدرسة على أن يتناولوا أطعمة صحية.
- هل يمكن أن يصبح الطفل محصّناً ضد العوامل الخارجية التي تؤثر سلباً في نمطه الغذائي بفضل العادات الغذائية السليمة التي يحصل عليها من الأهل؟
يصعب ألا يتأثر الطفل بالخارج. لكن في كل الحالات يجب أن يحرص الأهل على الاعتدال لا على حرمان الطفل بحيث يصبح أكثر ميلاً للإفراط في تناول الأطعمة المضرّة. من جهة أخرى من الأفضل تأخير وقت إعطاء الطفل الأطعمة المضرة قدر الإمكان، كالمشروبات الغازية والشوكولا والسكاكر بحيث يخففون أثرها الضار على الطفل.
- إلى أي مدى يمكن أن تشكل السمنة خطراً على صحة الطفل؟
وبحسب دراسة حديثة تبيّن أن نسبة السمنة لدى الأطفال تتضاعف مرتين كل عشر سنوات. من الضروري تصحيح هذا المعتقد السائد في ثقافتنا بأن الطفل السمين يتمتع بصحة فضلى. في الواقع يعتبر الطفل الذي يعاني السمنة أكثر عرضة لأمراض القلب والضغط والشرايين عند البلوغ. كما يرافق السمنة ارتفاع في مستوى الأنسولين. بشكل عام تجعل السمنة الطفل أكثر عرضة للأمراض. من الضروري متابعة الأطفال الذين يعانون السمنة، لكن الهدف يكون بتثبيت الوزن لا خسارته لأن النمو يحصل في المراهقة والطفولة. من جهة أخرى لا بد من التشديد على أهمية الرياضة إلى جانب النظام الغذائي الصحي بما لا يقل عن ساعة في معظم أيام الأسبوع.
- هل يمكن التغلّب على العامل الجيني في مكافحة السمنة من خلال عادات غذائية صحيحة؟
يلعب العامل الجيني دوراً بنسبة ٣٠ في المئة. لكن المحيط له التأثير الأكبر على العادات الغذائية للطفل.
- هل يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية إذا كان الطفل لا يحصل على حاجات جسمه من المكونات الغذائية؟
لا تفيد المكملات الغذائية إلا إذا كان الطفل يعاني نقصاً معيناً ولا ينصح بها كبديل من الغذاء. لكن في حال إصابة الطفل بفقر دم ينصح بإعطائه نقاطاً من مكملات الحديد. لكن بعد سن ٦ أشهر من الأفضل أن يحصل على الحديد من الغذاء لأنه يلبي كل حاجات جسمه.
مجلة لها